الاثنين، 18 يونيو 2012

المجلس التأسيسي... للفساد عنوان واحد!

رحم الله ابن التعاويذي الذي قال:

إِذا كانَ رَبُّ البَيتِ بِالدُفِّ مولِعاً    ***     فَشيمَةُ أَهلِ البَيتِ كُلِهِمِ الرَقصُ

ولو كان الرجل يعيش زمننا هذا ويعاني مثلنا من فساد نوّابنا وحكّامنا لقال فيهم ما لم يقله مالك في الخمرة!

فضيحة اليوم أعزائي القراء، كشف عنها محمد عبو الوزير المكلف بالإصلاح الإداري وتتمثل في تدخل بعض نوّاب المجلس التأسيسي لدى المؤسسات العمومية من أجل توظيف اقاربهم. أي نعم! هذه ليست نكتة سمجة ولا إشاعة مغرضة بل خبر يسوقه لنا سيادة الوزير بنفسه. هذا ويذكر أنّه قد سبق لبعض نوّاب المجلس من العاطلين عن العمل، المطالبة بإيجاد وظائف لهم (لهم كأشخاص وليس لأبناء الشعب الذي انتخبهم) بعد مغادرة المجلس التأسيسي وكذلك صرف منحة لهم -مدى الحياة- بعنوان مشاركتهم في كتابة الدستور! من قال أنّ الفساد قد ذهب مع بن علي والتجمّعيين يكذب عليكم فلا تصدّقوه!


لاحظوا كيف يحتجّ بعض النوّاب وعلى رأسهم عبد العزيز القطي على توظيف أحزاب الترويكا الأقارب والمعارف في الحكومة ورئاسة الجمهورية ليس دفاعا عن مبدأ تكافؤ الفرص واحترام القانون وتنديدا بالفساد والمحسوبية في تلك التعيينات، وإنما دفاعا عن "حق" هؤلاء النوّاب في غنيمة الوظائف والرواتب، معتبرا أنّ تصريح الوزير نيل من سلطات المجلس التأسيسي! يعني بعبارة أبسط "أنا نائب، أحكم كما أريد، وأفعل ما أريد وليذهب القانون إلى الجحيم، ومن ينتقدني يعتدي على سلطتي". أليس هذا هو المنطق الذي حكم به بن علي ربع قرن؟ إذن نحن لا نبالغ عندما نقول أنّ "المجلس التأسيسي: عنوان واحد للفساد" وكل ذلك "برعاية الترويكا" التي ينخرها الفساد والجشع والمحسوبية حتى النخاع!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق